بالمدن والقبائل في التاريخ والحضارة

20‏/04‏/2019

تازة المدينة القديمة والجديدة

                    لمحة عامة عن تازة   

تُعتبر مدينةُ تازة من المُدُن المَغربيّة القديمة جدّاً، بل من أقدم المدن على مستوى العالم، تقع على بعد مئة كيلومترٍ شرق مدينة فاس، كما أنّها من أهمّ المراكز في الجهة الشّرقيّة من المغرب؛ نظرًا لأهميّة موقعها الجغرافيّ؛ حيث كانت عاصمة وأهم نقطة تحوُّل من حُكم لآخر ومن دولة لدولة، فمن المُستحيل السّيطرة على شرق الدّولة المغربيّة دون السّيطرة على مدينة تازة، كما كانت لها أدوارٌ مُهمّة في تاريخ الدّولة المغربيّة من النّاحية العلمية، والجهاد ضدّ المُستعمر. يبلغ عدد 
سكّانها قرابة 139,686 نسمة حسب تقديرات العام 2004م. 


نبذة تاريخية عن المدينة عَرفت المنطقة استقراراً بشريّاً فيها منذ القِدَم، والدّليل على ذلك اكتشاف العديد من المُخلّفات البشريّة فيها؛ كالأواني الفَخّارية، والنُّقوش والرُّسومات في مغاراتها، والعديد من الأدوات الحديديّة والحجريّة، وفي عصرٍ من العُصور القديمة أنشأت قبيلة مكناسة الزّناتية ما يُسمّى بمكناسة تازة، وأقامت فيها قلعة، أما في العصر المُوحّديّ فقد أسّس عبد المؤمن بن عليّ سورها، وبَنى فيها المسجد الجامع الأعظم، وذلك خلال سنة 542 للهجرة، وأصبحت المدينة 

كرباط فسميّت باسم رباط تازة. دخل إلى المدينة المرينيّون سنة 614 للهجرة، واتّخذوا منها عاصمةً مؤقّتة؛ كونها تتمتّع بموقع مُحصّن، أمّا في العصر الوطاسيّ فكانت المدينة عبارةً عن مدينة تحتوي على ثلاث مدارس وعدد من الأسواق والحمّامات، وبعد الاضطرابات التي حدثت في المدينة خلال نهايات العصر المرينيّ استرجعت المدينةُ بعضاً من أهمّيتها العسكريّة؛ فتمّت إضافة بعض التّحصينات إليها في الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة منها على غرار برج البستيون الذي تم 


تشييدُه خلال عهد أحمد المنصور الذّهبيّ. في العصر العلويّ كان السُّلطان مولاي رشيد أوّل من اهتمّ بالمدينة خلال سنة 1075هجري، فاتّخذ منها قاعدةً للسّيطرة على مدينة فاس والتّحكُّم بها، كما أنّه أحدث فيها بعض التّغييرات؛ حيث حوّل دار المخزن والمشور من جانب المسجد الجامع الأعظم إلى مُحاذاة البستيون الشهير باتجاه الجنوب الشّرقي للمدينة، ثُمّ جدّد المَسجد الجامع الأعظم. أصبحت المدينةُ في أوائل القرن العشرين مقسومةً إلى حيَّين: الأول شمالاً محيطٌ بالجامع الكبير، وأُطلِق عليه اسم موالين الجامع ، والحيُّ الآخر بالجهة الجنوبيّة، وأُطلِق عليه اسم الفوقيّين كونه مرتفعاً. جغرافيّة ومناخ مدينة تازة تتواجد المدينة عبر الممرّ الواصل ما بين المغرب الغربيّ بالمغرب الشّرقيّ، ويُعتَبر مَوقعها نقطةَ تحوُّل ما بين حوض إيناون الخصب غرباً، والممتّد باتجاه الحوض السُّفلّي من سهل سايس، وبين حوض ملوية شبه الجافّ شرقاً، كما أنّها تُعتبر كمنطقةِ وصلٍ ما بين مُقدّمة الرّيف الشّماليّ والأطلس المُتوسّط الشرق جنوبيّ، كما يبلغ ارتفاع المدينة عن مستوى سطح البحر قرابة 585 متراً، أمّا الهدف الأساسيُّ لإنشائها منذ القدم كان لأغراضٍ عسكريّةٍ أمنيّة لحمايّة المنطقة الشرقيّة، كما أنّها مدينةٌ جبليّةٌ يتميّز مُناخها 
بالبرودة في فصل الشّتاء والحرارة في فصل الصّيف.


مدينة سلا تاريخيا

                            مدينة سلا المغربية 

مدينة سلا المغربية مدينة سلا هي واحدة من المدن المغربيّة التي تأسست في القرن الأول قبل الميلاد، وتبلغ مساحة أراضيها 95.48 كم²، وكان اسمها قديماً مدينة شالة، وتقسّم إداريّاً إلى خمس مناطق هي باب لمريسة، وحصين، وبطانة، وتابريكت، ولعيايدة، كما تلقب بعدة ألقاب كمدينة السبعة 


أبواب، ومدينة الشموع، ومدينة الأولياء، ومدينة القراصنة. جغرافيّة مدينة سلا تقع فلكيّاً على خط طول 6.83595 درجة شرق خط جرينتش، وعلى دائرة عرض 34.02950 درجة شمال خط الاستواء، وتقع جغرافيّاً بالقرب من العاصمة المغربية مدينة الرباط وتحديداً على الضفة الشمالية من نهر أبي رقراق، ويحدها من جهة الشرق إقليم الخميسات، ويحدها من جهة الغرب المحيط الأطلسي، ويحدها من جهة الشمال إقليم القنيطرة، ومن جهة الشرق ومن جهة الجنوب عمالة الرباط، أمّا مناخها فيمتاز بأنّه مناخ متوسطي يتأثر بمؤثرات المحيط الأطلسي


سكان مدينة سلا يبلغ عدد سكانها 890,403 ألف نسمة، وتبلغ الكثافة السكانية 10.235 نسمة لكل كم2، وذلك حسب إحصائيّات عام 2014م، ويتحدث سكانها اللغة العربية واللغة الأمازيغيّة اللتين تعتبران لغة رسميّة في المغرب، أمّا الديانة فيدين معظم سكانها بالدين الإسلامي

تحتوي المدينة على الكثير من المعالم السياحيّة، والتاريخيّة، والأثريّة، والدينيّة منها: الأسواق: السوق الكبير، وسوق القيسارية، وسوق الشراطين، وسوق النجارين، وسوق العطارين، وسوق الغزل. الأبواب: باب المريسى، وباب سبتة، وباب معلقة، وباب دار الصناعة، وباب شعفة، وباب جديد، وباب الفران، وباب الفرد، وباب الخميس، وباب فاس. الأبراج: برج الدموع، وبرج باب سبتة، وبرج الروكني، وبرج سيدي بنعاشر، وبرج المُثمن، وبرج الملاح، و قصبة كناوة: تعرف أيضاً باسم القصبة الإسماعيليّة، وشيّدت في عام 1807م أيام حكم السلطان مولاي إسماعيل، وكانت عبارة عن سكن لحامية من عبيد البخاري. الرياحات: هي نوافذ كبيرة الحجم تتواجد في أعالي الأسوار، وتسمح بدخول الهواء. دار البارود: شيّدت في عام 1846م بامر من السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام، بهدف تخزين السلاح والبارود. مسجد الشهباء: شيّد في عام 1075م أيّام حكم الموحدين في عهد السلطان يوسف بن تاشفين. المتاحف: متحف باب الخميس، ومتحف الفخار، ومتحف دار بلغازي، والمتحف البحري، ومتحف السيراميك. المكتبات: مكتبة الزعري، ومكتبة المسجد الأعظم، والخزانة العلمية الصبيحية، ومكتبة سعيد حجي، ومكتبة المير، ومكتبة الطرابلسي، ومكتبة الزيزي، ومكتبة العمري، ومكتبة القادري. معالم أخرى: سور الماء العظيم، وضريح الولي الصالح سيدي 
أحمد بنعاشر، والمسجد الأعظم، والمدرسة المريني


معلومات عامّة عن مدينة سلا يشتهر سكان المدينة بالعديد من الحرف اليدويّة كصناعة الحصر، والفخار، والدباغة، وفن الزليج، والبناء، والزرابي. تقام على أرضها عدة مهرجانات وفعاليّات منها: المهرجان الدولي لفيلم المرأة، ومهرجان رمضان لمريسة، ومهرجان قراصنة، ومهرجان سلا لفيلم التلميذ، ومهرجان الطفل العربي، ومهرجان رمضان لمدينة سلا 

19‏/04‏/2019

تاريخ مدينة مكناس

                                    مدينة مكناس

 تقع مدينة مكناس في شمال شرق المملكة المغربية، وتبعد عن العاصمة الرباط مئة وأربعين كيلومتراً شرقاً، تعتبر كلمة مكناس من الكلمات الأمازيغية، التي تعني المحارب، وتعرف مدينة مكناس بكونها مدينة ذات طابع فلاحي خصب، وتعتبر من أهمّ المدن التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ الغرب الإسلاميّ، يبلغ عدد سكان المدينة المليون نسمة، وتبلغ مساحتها 79210كم2، أي ما يعادل 11 بالمئة من إجمالي مساحة المملكة المغربية، وتقسم مدينة مكناس إلى قسمين،
الأول هو عمالة المنزه، والقسم الثاني هو عمالة الإسماعيلية.

نشأة مكناس أنشئت مدينة مكناس في القرن العاشر الميلادي، وأمر السلطان مولاي إسماعيل ببنائها لتصبح العاصمة الجديدة لمملكته التي حاول أن تكون مثل العواصم الأوروبية، لدرجة أنّها شبهت بفرساي الفرنسية، إلا أنها المدينة فقدت أهميتها في القرن الثامن عشر بفقدانها صفتها كعاصمة سياسية للعلويين، حيث أخذت مدينة فاس هذا الامتياز بدلاً منها
آثار مكناس هناك العديد من الآثار العظيمة والمهمة التي يأتي السياح لمشاهدتها، ومن أعظم هذه الآثار: باب المنصور الضخم، الذي ذاع أسمه بسبب النقوش الفسيفسائية الموجودة عليه. القصر الملكي المشهور بأسواره القديمة. مسجد بريمة. القصر الجامعي الذي يعتبر من أهمّ المتاحف للفنّ المغربي
مناخ وتضاريس مكناس تتميّز مدينة مكناس بمناخها المعتدل في الصيف، المائل للبرودة خلال فصل الشتاء، كما تتميز بوجود الجبال الرائعة التي تحيط بها، والتي أهمّها جبال إفران، والتي تعرف لدى السيّاح باسم سويسرا القارة الإفريقية؛ لأنّها تشبه جبال الألب، ولكون مدينة مكناس مدينة فلاحية، فهي تشتهر بوجود الكثير من أشجار الزيتون، التي تستعمل لعصر الزيتون واستخراج الزيت، ولهذا يعتبر الزيت المكناسي، من أكثر الزيوت المعروفة بجودتها ولذّتها، كما تشتهر المدينة أيضاً بحقول العنب العالي الجودة، والذي يتمّ تصديره لمعظم العواصم الأوروبيّة

المناطق الهامة في مكناس سيدي بوزكري: وهي المنطقة الصناعية للمدينة، والأساس الاقتصادي لها، حيث يعقد سوق الأحد، وهو السوق الأسبوعي للمدينة، والذي يتم خلاله بيع المواشي والخضروات وغيرها. حي وادي الذهب: وهو واحد من الأحياء العتيقة في مدينة مكناس، ويقع الحي في منطقة سيدي بوزكري مكناس، ويعتبر معظم سكان هذا الحي من أسر الجنود المتقاعدين. حمرية: وهي بمثابة المنطقة التجارية الحديثة لمدينة مكناس، وقد بنيت هذه المنطقة خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي للمغرب، في هذه المنطقة بنايات هامة مثل عمارة بيرنار، وعمارة الزموري، والقصر البلدي، وعمالة مكناس، ومحكمة الاستئناف، والسوق المركزي، وسينما كاميرا، والكنيسة الكاثوليكية، والمعهد الفرنسي، والمركز اللغوي الأمريكي والمعهد الموسيقي

الحبول: وهي حدائق غناء أمر المولى إسماعيل ببنائها، وما تزال تستقبل الزائرين طول الأسبوع، وتشمل مساحة واسعة من الهواء الطلق، وحديقة حيوانات، بالإضافة إلى ملاهٍ للأطفال ومقهى. جامع الزيتونة: وهو من أقدم مساجد مكناس والمغرب، وما زال يحافظ على طابعه الأصلي. معالم أخرى: المدرسة البوعنانية، التي تخرج منها العديد من العلماء والدعاة، وضريح السلطان إسماعيل العلوي




17‏/04‏/2019

مدينة تارودانت المغربية

                                     تارودانت 

 (الأمازيغية : ⵜⴰⵔⵓⴷⴰⵏⵜ) هي من أعرق المدن المغربيةبمنطقة سوس، تنتمي لإقليم تارودانت وتؤوي 69.489 نسمة (إحصاء 2004). أسستها الأميرة الأمازيغية تارودانت في القرن الثالث قبل الميلاد[محل شك]، وبذلك يرجع تاريخها إلى العهود القديمة (الفترة الفينيقية) حيث اشتهرت مركز حضر وتجارة. ستكتسي تارودانت أهمية بالغة خلال الفترتين المرابطية والموحدية، حيث اعتمدت قاعدة عسكرية لمراقبة منطقة سوس وضمان استقرار الطرق التجارية الصحراوية
تدهورت أحوال المدينة خلال الفترة المرينية حيث عمها الخراب لتصبح مركزا ثانويا. مع مطلع القرن السادس عشر ستسترد تارودانت إشعاعها الاقتصادي وأهميتها الإستراتيجية مع ظهور السعديين. وقد كان لمحمد الشيخ دور هام في هذه النهضة حيث شيد بها مجموعة من المعالم التي حددت طابعها العمراني؛ هكذا رمم ودعم الأسوار وبني القصبة والجامع الأعظم والمدرسة. كما شهدت ضواحي المدينة بناء معامل السكر المشهورة، كل هذا جعل من تارودانت قطبا اقتصاديا وحضاريا كبيرا. بضعف دولة السعديين أضحت المدينة مجالا لنزاعات محلية حتى قيام الدولة العلوية إذ دخلها المولى الرشيد سنة 1669 – 1670. عقب وفاة المولى إسماعيل سادت المدينة إضرابات حتى بيعة سيدي محمد بن عبد الله كانت خلاها كل منطقة سوس خارجة عن السلطة المركزية. وقد كان لحركات المولايالحسن الأول دور بارز في بسط سلطة الدولة على هذه المنطقة ومن ضمنها مدينة تارودانت
لقد انتقل عدد سكان مدينة تارودانت من 57136 نسمة تقريبا سنة 1994 إلى 69489 نسمة سنة 2004. ويشكل السكان داخل اسوار المدينة أزير من 50% من سكان تارودانت يعتبر اكثر المتوجدين حاليا بالمدينة، سكانا غير اصليين حيت ان اغلبهم قادمون من الدواوير المجاورة لمدينة تارودانت بحثا عن عمل او لتقريب أسرهم من البنيات التحتية الصحية والتعليمية نظراً لانعدامها في الوسط القروي، فيما يعتبر اغلبية سكان المدينة من اصحاب الدخل المحدود او الضعيف نظراً لاشتغال اغلبيتهم من مهن موسمية كالفلاحة او المصانع، ويبدو ذالك واضحاً للزائر الذي يزور تارودانت حيث يرى ان اغلبية سكان المدينة يرتدون ملابس متواضعة ويقودون دراجات هوائية عادية


                                سور المدينة



يبلغ طول سور مدينة تارودانت 7,5 كلم. وقد بني على شاكلة الأسوار المغربية الأندلسية الوسيطية. فهو عبارة عن جدار من الطابية يدعمه 130 برجا مستطيلا و9 حصون تتخلل السور خمسة أبواب أصلية هي باب القصبة وباب الزركان وباب تارغونت وباب أولاد بونونة وباب الخميس. كما تتخل السور أبواب أخرى جديدة تم فتحها لتسهيل حركة المرور وهي باب أكفاي، باب تافلاكت، باب البلاليع، باب السلسلة، باب الحجر، باب بنيارة. وكحماية لهذا الثراث المعماري التاريخي فقد تم إعادة الاعتبار لسور المدينة وذلك من خلال عدة ترميمات للسور. إن التفكير في تسوير مدينة تارودانت قديم جدا، حيث أنه يعود إلى عهد المرابطين، فقد وردت في ترجمة أبي محمد صالح بن واندالوس (سيدي وسيدي) المتوفى عام 592 هجرية إشارة إلى وجود “سورة” تحيط بالمدينة يرجع أنها كانت في سياسة التطويق العسكري التي نهجها المرابطون مع قبائل الأطلس الكبير والصغير، إلا أن المؤكد تاريخيا هو أن الأسوار الحالية تعود إلى صدر القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي (10هـ 16م) حيث اتخذت تارودانت منطلقا للدولة السعدية ولجيوشها المجاهدة ضد محتلي السواحل المغربية من إسبان وبرتغال. فقد قام السلطان محمد الشيخ السعدي بتجديد المدينة وتوسيع عمرانها وأحاطها بالسور القائم حاليا سنة 935هـ والذي يتخذ شكل مخمس يبلغ طوله (7.250م) تقريبا وعرضه بين (1.50م) وأربعة أمتار، خاصة عند الأبراج في حين يبلغ ارتفاعه (10) عشرة أمتار في بعض الجهات، تتخلله شرفات وأبراج مربعة بارزة على هيئة قلاع صغيرة مقدمة بينما تمتد القصبة السلطانية على مساحة تقدر ب : (50.000م2) 


وتوجد بالمنطقة الشمالية الشرقية للمدينة، وقد أدى انعدام الحجارة بالمنطقة إلى استعمال كمية كبيرة من الجير وخلطه بالتراب المدكوك المستعمل عادة في بنايات المنطقة، ونظرا لان محمد الشيخ لم يكن ليأمن من قبائل الأعراب المحيطة بالمحمدية (تارودانت حاليا)، فقد استعمل كميات كبيرة من الحصى في تدعيم أساس أسوارها، ويخبرنا التمانارتي أنه: “في سنة تسع وثلاثين وألف حاصر بغاة من العرب والبرابر مدينة تارودانت … وحضروا لها أسرابا تحت أسوارها فوجدوا قاعدة أساسه الحصى لا تنال منه الفؤوس شيئا لوثاقته فقنطوا. وقد كان هذا السور بحق مؤسسة عسكرية تبرز الدقة والقوة في التقدير والمنطق الحربي السليم. ومنذ ذلك التاريخ يعد سور المدينة الحالي معلمة تاريخية وحضارية، ومظهرا من مظاهر عظمة المغرب السعدي. وعبر عن ذلك أحد القواد الفرنسيين في وصفه للسور بكونه يشبه في لونه لون الأسد
الدور العسكري : ويتجلى في حماية المدينة من كل هجوم مفاجئ، مراقبة زوارها مراقبة دقيقة يمكن منها تعدد الأبواب داخل بناية الباب الواحد (باب القصبة، باب الزركان، باب تارغونت، باب السلسلة… بابين لكل منها)، وبينما تشكل الرحبات (الساحات) المتواجدة بينهما مجالا لتحرك الجيش، وتفتيش الزوار الغرباء، وساحة لمواجهة بعض المهاجمين الذين قد يتمكنون من اجتياز الباب الأمامي وتعطيلهم على إغلاق الباب الخلفي … وعلى جنبات كل مدخل أمامي نجد أقواسا تحصر فراغات مرتفعة بحوالي 80 سم عن الأرض، مغطاة يستقر بها الحراس يتناولون طعامهم بل ويطبخون أحيانا وهو ما خلف غلافا سميكا من الدخان في سقفها. وقد كان يتم إغلاق هذه المنافذ خلال الليل بواسطة أبواب سميكة غلف بعضها بصفائح من الحديد حتى يتمكن من الصمود في وجه النيران …
الدور الجبائي: في فترات السلم كانت المدينة تتحول إلى قبلة للتجار الوافدين سواء من القبائل السوسية، حيث كانت عاصمة سوس ومتجمع قبائله أو من المدن وآفاق البعيدة كمراكش وفاس وبلاد السودان، وكانت هندسة الأبواب التي ترغم القوافل على المرور ببابين متواليين تمكن من ضبط مستخلص الجبايات كما كانت الرحبات تتحول إلى مستودعات لتجميع البضائع والمواد التي تدفع كضرائب عينية لتعشير التجارة الداخلة نحو المدينة

16‏/04‏/2019

مراكش عاصمة المرابطون


مراكش أقدم وأكبر مدن الإمبراطورية في المملكة، بين الجبال والصحراء والمحيطات ، ومدينة الواحات في الجنوب العظيم، ومدينة الفن المزخرف من القصور والنصب التذكارية التي لا تضاهى، مع براعة فنية، لجعل التأليف بين الماضي والحاضر أمرا واردا.

أسست مدينة مراكش منذ ما يقرب من 1000 عام ، ولها تاريخ خارج عن المألوف ، تتميز الفترات الرائعة من تاريخها ، واليوم تحتفظ بتراث ثقافي غني. الأمر متروك لنا بعد ذلك للتعمق أكثر في الفترات التي تذهلنا. فأصل تسمية المغرب كان قديما مراكش، و مع مرور الوقت تغيرت هذه التسمية وأصبحت تدريجيا المغرب
أسست مراكش سنة 1092 من قبل يوسف بن تاشفين، بإعتباره الحاكم الأول للسلالة المرابطية. كانت المدينة أنداك معسكرا صغيرا للقوافل مما جعل منها مركزا ثقافيا وتجاريا ودينيا هاما، امتد إلى جميع أنحاء المغرب، الأندلس و إفريقيا السمراء، و تم تشييد العديد من المساجد و المدارس القرآنية، فأصبحت عاصمة للمملكة.
عرفت هذه الفترة كذلك بداية غرس أشجار النخيل، وتخبر الروايات أن يوسف بن تاشفين كان يحث على أكل التمر وزرع نواته لأن التربة صالحة لغرس أشجار النخيل. لما أراد علي بن يوسف نجل يوسف بن تاشفين حماية مراكش، قام بتشييد الأسوار الشاهقة للمدن.

السلالة الموحدية

في 1147 حاصر السلطان عبد المومن مؤسس السلالة الموحدية مراكش لتسعة أشهر ثم استولى على المدينة،
دمر المباني الرئيسية لمدينة مراكش، و سيتم إنقاذ الرفات، و مئذنة الكتبية، و من خلال عهد الملوك الأوائل للسلالة الموحدية، كانت مراكش عاصمة مزدهرة للإمبراطورية حيث تم تشييد العديد من اﻟﻤﻨﺸﺂت الدينية أشهرها مسجد الكتبية
في نهاية القرن الثالث عشر، تم غزو مراكش من قبل الرحل البدو المرينيين، حيث بدأ أدباء مراكش و الحرفيون بالإنزياح نحو فاس بإعتبارها المدينة المنافسة أنداك ثم أصبحت عاصمة فيما بعد للمملكة

في مطلع القرن السادس عشر، استعادت مراكش مكانتها المركزية لتصبح مرة أخرى عاصمة للمملكة، فاسترجعت ازدهارها وسحر جمالها في عهد السلطان السعدي أحمد المنصور الذي بنى قصر البديع، القصر الشبيه بقصر الحمراء بالأندلس.

في نهاية القرن السابع عشر نجحت السلالة العلوية في الإستيلاء على السعديين ثم نقلت العرش إلى فاس، ثم إلى مكناس بإعتبارها المدينة الإمبريالية الجديدة. حظيت المدينة بمكانة مرموقة في القرن التاسع عشر من قبل مولاي الحسن الأول.
مع مطلع القرن العشرين، شهدت مراكش حربا أهلية تلاتها توقيع معاهدة فاس، والتي بمقتضاها تم إقامة محمية فرنسية في المغرب بزعامة الجنرال ليوطي.
تزامنا مع نفس الأحداث، حكم الباشا الكلاوي مراكش بمساعدة الفرنسيين. أصبح قويا، وقامعا جبارا لتمرد القبائل البربرية مما أكسبه شهرة وجعله واحدا من أبرز رجالات المغرب أنداك.
اشتهرت مدينة مراكش أيضا بالفنانين و الأدباء، أعضاء الأرستقراطية العالمية في سنة 1931 قام الرسام جاك ماجوريل بنقل ورشة مرسمه إلى مراكش، وفي سنة 1935 دأب ونستون تشرشل إلى زيارة المرسم والتحدث حول مذكراته ''مراكش الحبيب''،
لقد ساهم العديد من المشاهير الذين أوقعهم سحر مراكش الملهم في بناء سمعته الدولية

في سنة 1956 عاد الملك محمد الخامس من المنفى، هذا الحدث تم الإحتفال به في مراكش و باقي أنحاء المغرب لأنه بعودة الملك حصل المغرب على الإستقلال.
بعده اعتلى الملك الحسن الثاني البلاد، ثم الملك محمد السادس الملك الحالي للمملكة




قبائل ايتسغروشن نظرة عامة

             قبائل ايتسغروشن قـــــــــــبيلة آيــــــــت سغـــــــــــروشـن أو آيــــــــت صغـــــــــــروشـن  عبارة سغروشن التي تنط...